ناشطون: هل يجوز الجمع بين سيارة "الرينج" وخطبة الفقر؟

ناشطون: هل يجوز الجمع بين سيارة "الرينج" وخطبة الفقر؟
المفتي السابق للدفاع المدني الدكتور محمد الغول - مواقع التواصل الاجتماعي
صحافيون - حسين الرواشدة
أثارت صورة التقطت للمفتي السابق للدفاع المدني الدكتور محمد الغول وهو يستقل سيارته من نوع "رينج روفر" بعد أن ألقى خطبة الجمعة حول موضوع "الفقر" ردود فعل مختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي.
أبرز التعليقات تركزت حول المقارنة بين ما دعا إليه المفتي في خطبته من حث المصلين على الزهد والتقشف واحتمال مصاعب الحياة وبين ما يتمتع به من رفاه كما بدا واضحاً من نوع السيارة التي استقلها والرقم المميز التي تحمله.
ما ذكره الغول في خطبته – كما صرح لـ "صحافيون" جاء في سياق الخطبة الموحدة التي قررتها وزارة الأوقاف وألزمت بها كافة الخطباء في مساجد المملكة، وأضاف: " لم التزم بالخطبة حرفياً، ولكنني تناولت موقف الإسلام من الفقر"، واستغرب كيف انصبت الانتقادات على السيارة ولم تتناول موضوع الخطبة "رغم أنه لا يوجد ما يمنع من أن أقتني سيارة اشتريتها من مالي الخاص بالحلال فالله يحب أن تظهر نعمته على عبده".
وكتب أحد النشطاء على الفيسبوك منشوراً قال فيه: "راكب رنج روفر ورقم مميز وجاي تخطب عن الصبر والزهد! والله ثقيلة يا شيخ 2018، ارحمنا من سواليفك".
وغرّد آخر ساخراً على تويتر: "سيارته ورقم سيارته خلوني اقتنع بكلامه".
أما وسيم أبو رمان فعلّق على الفيسبوك: " والله أغلب الشعب معبي قلبه الحسد، ع بالهم كل المسلمين فقراء".
ونشر مؤيدون للمفتي الغول على صفحته في الفيسبوك عدداً من المنشورات التي تؤيده، فقد كتب عبد الله الكوفحي: " لا أعرف هل هناك نص شرعي أو قانون ينص على أن يكون عالم الدين فقيراً ودرويش، إن كان وضعه المادي يسمح بذلك" ثم أسهب في الدفاع عن المفتي استناداً كما قال إلى معرفته التامّة به.
الناشط أيسر الحنيطي كتب ايضا “بوستاً" يدافع فيه عن المفتي وقال: "رجل فاضل تشرفت بالخدمة بمعيته، كان ميسور الحال قبل أن يأتي للدفاع المدني، وكما أعلم فإنه عمل بمجال التجارة، وربنا منّ عليه بفضله وكان يستقل سيارته المدنية الخاصة به وهو في الخدمة ودائما كانت سيارته مميزة".
خطبة "الفقر" التي تضمنت دعوة المصلين للصبر على الأحوال الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلد تعرضت لانتقادات من بعض الناشطين، فقد كتب عضو حزب الشراكة والإنقاذ، غيث القضاة، على صفحته على الفيسبوك " خطيب الجمعة اليوم يرد ما نحن فيه من ضيق وفقر الى ابتعادنا عن الله كمجتمع وينسى أن يتطرق الى ما فعلته الحكومات والقيادات الملهمة في هذه الشعوب، أي خطاب غير متوازن وغريب هذا؟".
وكان وزير الأوقاف، وائل العربيات، أصدر قراراً العام الماضي بإلزام الخطباء في مساجد المملكة بخطبة "موحدة" مما أثار انتقادات عديدة اعتبرت ذلك "تأميماً" للمساجد وحرمت الائمة من الاجتهاد واختيار الموضوعات التي تهم الناس وفقاً لأماكن وجودهم.
الوزارة اعتبرت القرار ضروريا للارتقاء بمستوى الخطبة في المملكة، بعد شكاوى بضعف تأهيل الخطباء وتدني نوعية الخطاب في المساجد، وأكدت أن توحيد الخطبة في الموضوع فقط بينما من حق الخطيب أن يجتهد في الأسلوب والتفاصيل.
فيما غرّدت لين على تويتر: "هو يمكن صبر لحتى يوصل هيك منصب ويجيب اشي بحبه، مش شرط عشانه شيخ يكون عنده تقشف، يكفي قرف وحكي مش منطقي".
عرض صورة لسيارة المفتي ومحاولة النيل منه لكونه غني – كما يقول الناشط محمد العودات- على صفحته بالفيسبوك: "تنمّ عن حقد طبقي بدأ يتفشى في المجتمع بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة".
المنشورات والتعليقات، كما أكد الاختصاصي في علم النفس، علاء أبو فروخ لـ"صحفيون" تعكس اضطراب المزاج العام في الأردن بعد رفع الضرائب والأسعار، ويضيف: "أخشى ان يؤدي ذلك الى صراع طبقي" لأن الناس يشعرون بالقهر والحقد والعجز فيلجؤون لتصريف مشاعرهم عبر قنوات غير مشروعة، كما ان اقحام الدين في المشهد خطير جداً.
اما أستاذ التربية في الجامعة الأردنية، منذر زيتون، فكتب على صفحته على الفيسبوك عن الخطبة الموحدة حول "الفقر": "كانت الخطبة تكشف جهل بعض الخطباء والآن الخطبة الموحدة تكشف جهل الخطباء ووزارة الأوقاف".
التصنيف: الإعلام اليوم