"صرت جَدّة وما بنسى قصص جَدّتي"

"صرت جَدّة وما بنسى قصص جَدّتي"
الجدة ربيعة الناصر تقرأ الحكايا للأطفال - تصوير ولاء الرواشدة
صحافيون - ولاء الرواشدة
في "بيت أصدقاء الحكايات والموسيقى" كان موعدنا لسماع قصة يرويها الأجداد ، في مبادرة أطلقتها السيدة " ربيعة الناصر"، تحت عنوان "جدّي وجدّتي إقروا لنا"، ذلك عبر دعوة وضعتها على صفحة الفيس بوك ، خاطبت بها الأجداد والجدّات الناشطين والمهتمين برواية القصص والحكايا التراثية.
تعود الذاكرة إلى الوراء عندما تدخل الغرفة المخصصة للقراءة، صممت بطريقة جمعت بين الماضي والحاضر فبدلا من الشكل التقليدي للمكتبة ، نجد فرشات أرضية ، وبساط ملون جذاب فرشت به الأرض تماماً مثل نمط بيوت أجددنا .
عملت الناصر صاحبة تلك المبادرة معلمة وأمينة مكتبة لمدة 40 عاماً ، ولاحظت خلال تلك المدة الطويلة الأثر الذي تتركه القراءة في سلوك الأطفال .
وكان الدافع لتلك المبادرة بحسب الناصر مسؤولية الأجداد والجدّات في نقل خبراتهم المعرفية إلى الأحفاد وربما أفضل الطرق لذلك سرد الحكايا وقراءة القصص .
بدأت الناصر قراءة القصص لإحفادها في عُمر8 شهور، ولاحظت أثر القراءة والحديث مع الأطفال في إثراء قاموسهم اللغوي وتشجيع مهارة الإنصات لديهم .
تقول الناصر: "بدل ما اضيع وقتي في التفزيون واتفقد كل شوي حالتي الصحية وجدت أستثمر وقتي بشي نافع مع أحفادي".
الجدة "عبلة الذنيبات" متطوعة في تلك المبادرة دفعها الواجب إتجاه أبناء هذا الجيل إلى تقديم خدماتها ، وتؤكد على ضرورة إعادة الألق وتعيمق الروابط الإجتماعية بين الجيلين، وقالت: "نتذكر الجد والجدة وقصصهم ، صرت جدة وما بنسى قصص جدتي".
الباحثة ربى عاصي ترصد بالكاميرا جزء من المبادرة - تصوير ولاء الرواشدة
"ربى عاصي" قدمت من الولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة بحثها في رسالة الماجستير والتي تتحدث عن التربية التكاملية دفعها الحضور إعجابها الشديد بتلك المبادرة فالقصة على حد تعبيرها أداة إبداعية لتعليم اللغة ، وعلى الرغم من وجود عدد كبير من القصص في وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية الإ انه جزء كبير منها بلغة وثقافة مختلفة عن الثقافة العربية ،وقالت :" لازم نربط اولادنا بتراثهم ونقرأ لهم بلغة عربية ".
وكان للرجال نصيبٌ في حضور تلك المبادرة ، الوالد "بهاء هيكل " الذي حضر مع أطفاله بسبب إنشغال زوجته بمواعيد اخرى ، قال لصحافيون :" الجدة بتحكي القصة بطريقة واسلوب انا ما بقدر احكي متلها ، مشوقة جدا " وأكد حرصه على جعل القراءة امرا اساسيا في حياة بناته تالة والما .
وبعد إنتهاء الحكاية والنقاش بما جاء فيها توجه الأطفال إلى قاعة أخرى يوجد فيها "بيانو" وطاولات مخصصة للرسم ، وعلى كل طاولة نجد سلة مليئة بالالوان ، ومسرح صغير ، وخزائن ذات تصماميم عصرية يوجد فيها العديد من القصص ، وخاصة القصص التراثية التي طبعت بروح جديدة من حيث الشكل والالوان .
وعن تفاعل الأطفال مع المبادرة قال الطفل وسيم -10 سنوات- :" ياريت صحابي كانوا معي يسمعوا ويتعلموا بحب الجدات ".
الطفلة فيحاء -8 سنوات- اضافت " المبادرة حلوة تعلمت من الحكاية اشياء كتير ".
مدخل بيت أصدقاء الحكايات والموسيقى - تصوير ولاء الرواشدة
لم تشهد المبادرة إقبالا كثيفا وقد تعود الأسباب إلى اسباب تقنية حيث تم ربط الموقع مع خرائط جوجل بمكان اخر، ذلك الأمر الذي بسببه وجدت نفسها الطالبة تالة في جبل الحسين بدلاً من جبل اللويبدة!.
وأيضاً بعض أرقام الهواتف المرفقة مع الإعلان غير صحيحة ، وقد تكون قلة الإهتمام بهذا النوع من المبادرات السبب، ومع ذلك المبادرة لازالت مستمرة كل سبت من كل أسبوع .
يذكر أن بيت الحكايات والموسيقى موجود في جبل اللويبدة اقيم في بيت قديم عريق، تم تحويله إلى بيت للأنشطة الثقافية المعنية بالأطفال في عام 2010، يستقبل البيت زواره كل أيام الأسبوع، عدا الجمعة.
التصنيف: ثقافات